
أضرار العطور على الصحة لا تقتصر فقط على الأشخاص الذين يعانون من الحساسية، بل تمتد لتشمل تأثيرات مزعجة للأنف، والجلد، وحتى الجهاز التنفسي. يعاني كثيرون من أضرار العطور على الصحة دون وعي بأن مصدر آلام الرأس أو تهيج الأنف قد يكون سببه المباشر هو العطور.
يلاحظ من يعاني من أضرار العطور على الصحة تكرار التهابات الجيوب الأنفية، خاصة عند التعرض اليومي لها سواء من خلال الاستخدام الشخصي أو في أماكن العمل والمواصلات. تلك الأعراض لا تظهر فجأة، بل تتراكم بمرور الوقت وتصبح مزمنة إن لم يُتخذ إجراء وقائي.
بما أن العطور تُستخدم على نطاق واسع، فمن المهم التعرف على أضرار العطور على الصحة لاتخاذ قرارات مسؤولة، سواء عند شرائها أو استخدامها. المواد الكيميائية المستخدمة في تركيبها قد لا تكون مرئية، لكنها تترك أثرًا عميقًا على الجسم.
أهم الأعراض الناتجة عن استخدام العطور
تشير الدراسات الطبية إلى أن استنشاق العطور الصناعية قد يؤدي إلى:
- الصداع المزمن
- تهيج الأنف والحنجرة
- احمرار أو حرقة في العينين
- أعراض تنفسية شبيهة بالربو
- تفاقم التهابات الجيوب الأنفية
- مخاطر صحية مزمنة قد ترتبط بالسرطان
العطور والربو والتهابات الجيوب الأنفية
يعاني الأشخاص المصابون بالربو أو بالتهاب الجيوب الأنفية من تدهور واضح في الحالة الصحية عند التعرض للعطور. إذ تؤدي الروائح القوية إلى تضيق الممرات التنفسية وازدياد إنتاج المخاط، مما يجعل التنفس صعبًا ويزيد من شدة الأعراض.
انتشار المواد العطرية في البيئة المحيطة
لا تقتصر خطورة العطور على الاستخدام المباشر، فحتى التواجد في أماكن مغلقة مثل المطاعم، المكاتب، أو حتى وسائل النقل العام يمكن أن يُعرض الأشخاص لمواد كيميائية عطرية معلقة في الهواء. وتستخدم حاليًا أكثر من 800 مادة كيميائية صناعية في صناعة العطور والشموع المعطرة.
عدم الإفصاح عن المكونات العطرية
في كثير من البلدان، لا تُلزم الشركات المُصنِّعة للعطور بالإفصاح الكامل عن مكونات العطور، إذ تُعتبر سرًا تجاريًا. وهذا يُصعّب على المستهلكين معرفة المواد التي يتعرضون لها، مما يزيد من احتمالية الإصابة بحساسية أو مضاعفات صحية.
مركبات خطيرة في العطور
تشير الدراسات إلى أن بعض العطور قد تحتوي على مواد مثل:
- أول أكسيد الكربون
- الأسيتون
- الرصاص
- البنزين
هذه المركبات لها آثار صحية مباشرة على الدماغ، الجهاز التنفسي، والكبد، كما ترتبط بعضها بأمراض خطيرة مثل السرطان أو مشاكل الجهاز العصبي.
المكونات الطبيعية ليست دائمًا آمنة
حتى بعض المكونات الطبيعية مثل خلاصة بذور السوسن قد تحتوي على مركبات ضارة. لذلك، لا يعني استخدام مكونات طبيعية أن المنتج آمن تمامًا، خاصة لمن يعانون من أمراض مزمنة أو حساسية في الجلد.
الحساسية تجاه العطور
تُعد التجربة الشخصية هي المؤشر الأوضح على التأثر بالعطور. فإذا لاحظت ظهور طفح جلدي أو تهيج في الأنف أو ضيق في التنفس بعد استخدام نوع معين من العطور، فيجب التوقف الفوري عن استخدامه. هذه العلامات تعني أن الجسم يتفاعل بشكل سلبي مع المركبات الكيميائية الموجودة في العطر.
متى تتوقف عن استخدام العطور؟
ينبغي التفكير الجاد في تقليل أو تجنب العطور عند ظهور أعراض متكررة مثل:
- الصداع عند التعرض للعطر
- صعوبة في التنفس
- حكة في الأنف أو العيون
- طفح جلدي بعد ملامسة الجلد
وإذا استمرت هذه الأعراض رغم تقليل الاستخدام، فمن الأفضل استشارة طبيب مختص في أمراض الجهاز التنفسي أو الجلدية.
يتضح من خلال ما سبق أن أضرار العطور على الصحة أمر يجب عدم تجاهله. رغم أن العطور تمنح إحساسًا بالانتعاش والرائحة الطيبة، إلا أن التأثيرات الجانبية لها قد تكون مؤذية خاصة لمن يعانون من الربو أو الحساسية. من الأفضل استخدام العطور باعتدال واختيار المنتجات التي تحتوي على أقل قدر ممكن من المركبات الكيميائية، مع مراعاة التهوية الجيدة في الأماكن المغلقة وتجنب التعرض المفرط للروائح القوية.



