الصحة

آراء و أبحاث تنادي بإدراج “السكر” ضمن المواد السامة

هل يتحول السكر إلى مادة خطرة تستحق الضرائب والتنظيم؟ تعرف على رأي العلم والدراسات.

تزايدت الأصوات المطالبة بالحد من استهلاك السكر، بعد أن أصبحت أضراره الصحية أكثر وضوحًا وخطورة. فالإفراط في تناول السكر لم يعد مجرد عَادة غذائية سيئة، بل تحوّل إلى تهديد صحي حقيقي دفع البعض إلى تشبيهه بالمواد السامة مثل الكحول والسجائر، والمطالبة بفرض قيود ضريبية وتنظيمات على استهلاكه، خاصة بين فئة المراهقين.

السكر… مادة غذائية أم خطر خفي؟

نشرت مجلة “التايمز” البريطانية مقالًا أثار جدلاً واسعًا حول إدراج السكر ضمن المواد السامة التي ينبغي تنظيمها قانونيًا، معتبرة أن ضرره لا يقل عن ضرر المواد الأخرى التي تضر بالصحة العامة. يشير المقال إلى أن الاستهلاك المفرط للسكر يرتبط بشكل مباشر بـ:

  • أمراض الكبد، خصوصًا “الكبد الدهني غير الكحولي”.
  • زيادة نسب البدانة وارتفاع معدلات السمنة عند الأطفال والمراهقين.
  • ارتفاع خطر الإصابة بـداء السكري من النوع الثاني.
  • أمراض القلب والشرايين.
  • خلل في عمليات التمثيل الغذائي وإرهاق الجسم.

الدعوة لتقنين استهلاك السكر

يذهب بعض الخبراء إلى اقتراح فرض ضرائب عقابية على المنتجات التي تحتوي على نسبة عالية من السكر، كما هو الحال مع المشروبات الغازية والحلويات الصناعية. بل إن بعض الجهات اقترحت منع الأطفال والمراهقين دون سن 17 من استهلاك كميات زائدة منه، وضرورة توعية الأهل بمخاطره.

هل الإفراط في السكر يوازي سُمِّيَّة الكحول؟

من جهة أخرى، يشير معارضو هذا التوجه إلى أن السكر عنصر غذائي طبيعي يوجد في الفواكه والأطعمة الصحية، ولا يمكن حذفه كليًا من النظام الغذائي. فهم يرون أن التوعية بترشيد الاستهلاك، وليس الحظر، هو الحل الأنسب.

يشبه الوضع إلى حد كبير العديد من المواد الطبيعية التي تتحول إلى خطيرة عند الاستهلاك المفرط، مثل:

  • الماء: شرب كميات كبيرة من الماء دفعة واحدة يمكن أن يُحدث خللاً في توازن الأملاح في الجسم ويؤدي إلى الوفاة.
  • الأكسجين: الزيادة المفرطة منه في ظروف غير طبيعية قد تؤدي إلى اضطرابات قلبية ونوبات قاتلة.
  • فول الصويا: غني بالإستروجين النباتي، والإفراط في تناوله يمكن أن يؤثر على الخصوبة والبلوغ ويسبب مشاكل في تطور الأجنة.

السكر بين الواقع والعلم

الحقيقة العلمية تشير إلى أن الجسم يحتاج إلى السكريات لتوليد الطاقة، ولكن الكمية والنوعية هما ما يصنعان الفارق. فسكر الفواكه الطبيعي مختلف تمامًا عن السكر المكرر الموجود في الحلويات والمشروبات الغازية.

بحسب توصيات منظمة الصحة العالمية (WHO)، يجب ألا تزيد كمية السكريات المضافة في النظام الغذائي عن 10% من إجمالي السعرات اليومية، ويفضل أن تكون أقل من 5% لتحقيق فوائد صحية إضافية.

الحل: التوازن والتوعية

عوضًا عن فرض قوانين صارمة أو فرض الضرائب فقط، يمكن التركيز على:

  • تعليم الأطفال منذ الصغر حول الفرق بين السكريات الطبيعية والمكررة.
  • وضع ملصقات توضيحية على المنتجات الغذائية توضح نسبة السكر بدقة.
  • الحد من التسويق المكثف للأطعمة والمشروبات السكرية الموجهة للأطفال.
  • تشجيع الأطعمة الغنية بالألياف والبروتين والفيتامينات، والتي تقلل من الحاجة الفسيولوجية لتناول السكر بكميات كبيرة.

السكر ليس عدوًا في حد ذاته، بل يمكن أن يكون جزءًا من نظام غذائي متوازن إذا تم استهلاكه بوعي واعتدال. ولكن مع الارتفاع المقلق في الأمراض المزمنة المرتبطة به، أصبح تنظيم استهلاك السكر ضرورة صحية لا بد منها، سواء عبر التثقيف الغذائي أو السياسات العامة. فالوعي هو الخطوة الأولى نحو صحة أفضل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى